{وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} وهي الجارية المدفونة حية، سميت بذلك لما يطرح عليها من التراب فيؤدها، أي يثقلها حتى تموت، وكانت العرب تدفن البنات حية مخافة العار والحاجة، يقال: أود هذا ليس بصحيح من حيث البناء لأن الموؤدة من الوأد لا من الأود يقال وأد يئُد وأدا، فهو وائد، والمفعول مؤود.روى عكرمة عن ابن عباس: كانت المرأة في الجاهلية إذا حملت وكان أوان ولادتها حفرت حفرة فتمخضت على رأس الحفرة، فإن ولدت جارية رمت بها في الحفرة، وإن ولدت غلامًا حبسته. {بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} قرأ العامة على الفعل المجهول فيهما، وأبو جعفر يقرأ: {قتلت} بالتشديد ومعناه تُسْأل المؤودة، فيقال لها: بأي ذنب قُتِلَت؟ ومعنى سؤالها توبيخ قاتلها، لأنها تقول: قُتلت بغير ذنب.وروي أن جابر بن زيد كان يقرأ: {وإذ المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت} ومثله قرأ أبو الضحى. {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ} قرأ أهل المدينة والشام وعاصم ويعقوب: {نشرت} بالتخفيف، وقرأ الآخرون بالتشديد، كقوله: {يؤتى صحفا منشرةً} [المدثر- 52] يعني صحائف الأعمال تنتشر للحساب. {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ} قال الفراء: نزعت فطويت. وقال الزجاج: قلعت كما يقلع السقف. وقال مقاتل: تكشف عمن فيها. ومعنى الكشط رفعك شيئا عن شيء قد غطاه، كما يكشط الجلد عن السنام.